موضوع: سر السعادة الزوجية الأربعاء 4 أغسطس 2010 - 23:21
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أعضاء المنتدى
إن الحياة الزوجية بكل ما تحمله من معاني ليست مجرد ليلة وردية أو ساعة لقاء أو حتى دقيقة حميمية , ولو كانت كذلك لما ميزنا الله عن باقي مخلوقاته حيث لا يجمع بين زوجين اثنين من أي صنف من المخلوقات إلا التوالد و قضاء الحاجة عكسنا نحن البشر, فما إن نصفو من لحظة حميمية حتى تجمعنا لحظة مودة و هيام و ما إن نخلو من لحظة مودة حتى ندخل في لحظة إخاء وصداقة، وبالتالي فالحياة الزوجية لا تقتصر على جانب جنسي محض نسعى لتطويره بكل الطرق و التفنن في إيجاد صور و أشكال جديدة
الزواج موسسة وشراكة بين طرفين تنتج عنها علاقة إنسانية رائعة التكوين بين رجل وأمرأة أساسها الحب والمسؤولية والتفاهم والتواد وإداء الواجبات والالتزام بالوفاء بالحقوق لكل طرف منهما على حسب ماقال الله ورسوله ،ولثمرة تلك العلاقة الكريمة بينهماوهي الأولاد..وهم جيل المستقبل ...لاحرم الله مسلما منهم ..
متى يحب الزوجان مؤسستهما الزوجية، ويتمنيان أن لا يفارقهما؟
يكون ذلك إذا توفر هذا العنصر المهم لنجاح هذه الموسسة الزوجية إلا وهو الإحترام بينهما، فالإنسان يحب أن يحترم، ويحب من يحترمه، وذلك لأن الاحترام ؛حاجة نفسية للإنسان، فكما يحتاج الإنسان إلى الحب والطعام والشراب، فكذلك هو يحتاج إلى احترام ذاته وعدم إهانته وتحقيره، وعند إحترام الزوجين لبعضهما تظهر هناك علامات واضحة جلية ..حثنا عليها ديننا الحنيف ..وقبل أن أتكلم عن علامات الإحترام يجب الإلتزام بهذه الخطوة المهمة التي علمنا إياها دينناالحنيف
لغة العيون وماأهميتها للزوجين لبث هذه الشعور الجميل للإحترام والمحبة وهذا ماوجهنا ديننا الحنيف عليه والإستماع ؛ والرضا من وعن الطرف الآخر ؛ وبث شعور الرضى مهم جداً ..والإستماع والإنصات للطرف الآخر عند الكلام ..قال الله تعالى :- { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ } 288 البقرة ... وكما قال صلى الله عليه وسلم :-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل : يارسول الله َ أي النساء خير ؟ قال : ( التي تسره إذا نظر ؛ وتطيعه إذا أمر ؛ ولاتخالفه في نفسها ولامالها ؛ بما يكره )0رواه الحاكم وأعني أن ينظر أحدهما إلى الآخر أثناء حديثه إليه، وأن يحسن الاستماع إليه، فإذا تحقق ذلك تحقق الاحترام لذات الآخر. الطاعة من الزوجة للزوج من غير معصية الخالق ؛ كما أمرنا ديننا الحنيف ؛؛؛ وخضوع الزوجة للزوج هذا له سحر عظيم
أي أن يشارك كل طرف الآخر مشاعره في أحزانه وأفراحه، فان هذا من علامات الاحترام، أما لو تركه لوحده في مشاعره، فان الطرف الآخر يستنتج من ذلك عدم اهتمام الآخر به أو بمشاعره وعدم تقديره أو احترامه.
مثال :-
لو شوهد في عينين أحد الطرفين أثر الحزن أو الألم أو القلق وهذا واضح في صورته حتى لو ماتكلم أو أفصح عن ذلك ؛ ولم يسأل عنه وبدأت على الطرف الآخر مشاعر الفرح والسرور ..!!! هذا من قلة الإحترام والإهتمام بالشخص وديننا الحنيف أمرنا بمشاركة الناس بأفراحهم واحزانهم؛ فكيف بالأزواج والزوجات ...الله المستعان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : -( المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)
أما مشاركتما لبعضكما في الفرح والترح تدخل السرور في القلوب وهذا من دلال وجود الإحترام ...
نعني به دفاع أحد الزوجين عن الآخر أمام أهله أو أصحابه إذا تحدثوا عنه بسوء أو منقصة، فان هذا التصرف الدفاعي يعطي له شعورا باحترام العلاقة الزوجية القائمة بينهما.وإحترام كل منهما الآخر هذا ماعلمنا ديننا الحنيف قال صلى الله عليه وسلم :-( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة ؛ كان حقاً على الله أن يعتقه من النار )
أي أدب اللسان واليد في التعامل مع الطرف الآخر وعدم الاستهزاء بشكله أو تصرفاته أو لبسة وعدم ضربه أو تحقيره أو شتمه، فان هذه التصرفات تؤثر في العلاقة الزوجية سلبا وتهدم بنيان الأسرة، وتزيد من الكراهية بين الزوجين، ، وأنه دليل على عدم احترام ولقد نهانا ربنا جل وعلا عن كل هذا في هذه الآية الكريمة :-قال الله تعالى :-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا (11) الحجرات وكذلك نهانا ديننا الحنيف عن الإهانة بالضرب للوجة لأنه من التحقير للإنسان وقلة الإحترام كما قال صلى الله عليه وسلم :-(جاء معاوية بن حيدة -رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم (فقال :- (يارسول الله ماحق زوج أحدنا عليه ؟ ( تطعمها إذا أكلت وتكسوها إذا أكتسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح ولاتهجر إلا في البيت )
وكذلك حثنا ديينا على الكلام الطيب اللطيف ....كما قال صلى الله عليه وسلم :-(اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) متفق عليه ..
والكلام الطيب الرقيق بين الطرفين ينمي المودة والإحترام بين الزوجين ؛ ويستبدل عن ذلك ..{ الحوار الزوجي الهادف } ..
إذ وجدت الخطوات السابقة إذا يوجد احترام بين الزوجين وهذا هو سر السعادة الزوجية والذي ينتج عنه الروابط الخفية التي تجعل الزوجان لايستغنيان عن بعضهما وبه يزيد الحب والرحمة والمودة..
اللهم أرزق أسر المسلمين الإحترام والحب والإستقرار وقدرهم على تنشيئة جيل المستقبل على كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله بحولك وقوتك ورحمتك أنت ولي ذلك والقادر عليه ...